شكوى الاتحاد العراقي


العين غازي الذنيبات

 

إذا صح أن الاتحاد العراقي قد تقدم بشكوى لدى الفيفا بحق الاردن، فمن المؤلم أن نقف أمام سابقة، بأن ينخرط انسان عاقل، او مؤسسة محترمة في أي من البلدين الشقيقين، نعم الشقيقين رغم أنف كل حاقد مفرق مأزوم في هذا الجدل الغوغائي والمناكفات الصبيانية بين أطفال جماهير الشعبين الأخوين العراقي والأردني.

فالحكومة الأردنية وعلى أعلى مستوى خاطبت الحكومة العراقية بلغة الدول الشقيقة، بأن ما يزعم، وما روج له مفبرك، ولم يحدث، وعلى فرض انه حدث هتاف هنا أو صراخ هناك فهذا الامر متصور في الملاعب وأعتقد أننا سمعنا في ملاعبنا العربية والدولية من يشتم ويهتف ضد أقدس مقدسات الامة وشعوبها على يد أطفال وغوغاء الملاعب وما أكثرهم في الأردن والعراق وفلسطين وبلاد العرب.

وهل كانت أيادي وألسنة وصفحات الأخوة العراقيين الذين نجلهم ونحترمهم في منأى من شغب الملاعب هذا؟  وعلى العكس لم نسمع مسؤولا أردنيا أو صحفيا أردنيا ، أو لاعبا أردنيا، أو حتى عاقلا أردنيا يسب أو يشتم أو يذكر العراقيين بسوء، أو يهدد بأذى ، أو يهدد الجمهور بإطلاق النار، أو بأهوال كراج حويدر وما شابه ذلك.

الكلام على السوشال ميديا كثير ومتبادل مع الأسف، وربما كان خارج سيطرة العقلاء من الشعبين، وبعضه هادف يقوده كل من يسعى لتفريق الامة شعبيا بعد أن تفرقت رسميا، ونقل هذا الملف التافه من جحوره، وأقبيته المظلمة إلى المحافل  الدولية والإقليمية ، هو ما ينشده المرجفون الحاقدون، علاوة على أنه لا قيمة ترجى من نشر هذه الملفات، غير أن من شأنه ان يعزز ويرسخ عداوة مفتعلة ظاهرها الفطبول، وأساسها باطني مقصود، يقوده ويقوم عليه خبثاء من الداخل والخارج .

لو أردنا نحن الأردنيون أن نرد على الشكوى لقلنا جلة واحدة وهي أن الأردن لم يكن طرفا رسميا في المباراة، وعل من يستطيع التفريق بين الأردنيين والفلسطسنيين أن يثبت العكس، وهذا يكفي، لكن ما يربطنا جميعا بفلسطين وأهل فلسطين يجعل حجتنا واهية وغير مقبولة، فنحن نقر ونعترف بكل فخر أننا شعب واحد، لم نعد قادرين على الانفكاك من هذا الانصهار  الشعبي والرسمي، وهذا ما كان يجب أن يكون مدعاة لدعم وفخر كل أشقائنا العرب، لنكون مثالا لانصهار الأمة العربية في نسيج وحدوي صادق .

أخواننا العراقيين الذي نحب ونحترم، لا أحد في هذه الأمة ينسى مواقف العراق العظيم في كل معارك وقضايا الأمة، ومقبرة شهداء الجيش العراقي في المفرق وسوريا وفلسطين قريبة من وجدان كل الأردنيين والفلسطينيين، والسوريين، مثلها مثل مقابر ابنائنا الاردنيين والفلسطينيين، كما ان جامعات العراق، ودعم العراق كل العراق قبل صدام وبعد صدام يذكره كل الأردنيين باحترام وتقدير ولا ينكره الا جاحد.

فيا أعزاءنا العراقيين الأحرار الشرفاء عندما كان التهديد الطفولي الغوغائي بكراج حويدر وخبز العباس ، والاستهتار، وصافرات الاستهجان، وتهديد الجمهور  في أرض العراق، ورغم اننا  ندرك تماما ما يعنيه كراج حويدر وخبز العباس من لغة تهديد، وامتنان، وقتها كانت هناك مطالب شعبية اردنية بطلب نقل المباريات من العراق، وكان القرار  أن الذهاب للمنظمات الدولية وتقديم الشكاوى مرفوض، خاصة وأن الاردن هو اول من سعى لعودة العراق وملاعب العراق للحضور الدولي، وحتى لو كان الثمن خروج المنتخب الاردني من التصفيات، وساد الرأي العام أن ما يتردد حديث صبيان وشعب العراق العظيم أجل وأكبر   وأرفع من أن يهدد أو يمن على أهله وأخوته في الاردن الذين تربطهم وشائج ربما كان أقلها وآخرها أصول القبائل التاريخية المشترك ناهيك عن روابط كثيرة اخرى كنا نقرأها في كتب التاريخ والجغرافيا، كما تظهر في منظومات الجينات الوراثية.

فيا أشقاءنا وأحبتنا في العراق الحبيب القريب، لن يمسنا ضر باذن الله، وندعو لنا ولكم بالسلامة والامن والاستقرار،  ولكن للتاريخ نقول لكم (ما هكذا تورد الابل).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات