العصيان بين المقامرة والمغامرة .


العين غازي الذنيبات

سجلت حركة التاريخ المعاصر ممارسة للعصيان المدني قام عليها بعض قادة التحرير الوطني من ربقة الاستعمار والاحتلال، في مسائل محددة يمكن السيطرة عليها مثل حركة الزعيم الهندي غاندي الذي تزعم ثمانين شخصا من الموثوقين في مسيرة لتحدي سلطة الاحتلال البريطاني في احتكار الملح.


فالعصيان المدني المسجل تاريخيا كان يستهدف سلطات محتلة، وأحكام استعمارية جائرة، في مسألة محددة، وكان يقوم على هذا العصيان مفكرون وفلاسفة ظاهرون يعلنون عن أنفسهم وأهدافهم، ومعهم فئات محددة ومنضبطة، تمارس نشاطها بطريقة سلمية محسوبة بدقة .


ما يدعو إليه بعض السادرين في غيهم هذه الأيام للقيام بعصيان مدني عام وتحدي سلطات الدول الوطنية وقوانينها، يتجاوز نطاق المشروعية القانونية، وينحدر عبر نفق مظلم إلى دهاليز الجريمة والانفلات الغوغائي.


فمن هم قادة الفكر والرأي الذين ينادون بالعصيان؟، وما هي أهدافهم الظاهرة المعلنة؟ وهل هي مشروعة ونبيلة؟ وما هي وسائلهم لتحقيق هذه الاهداف؟ وهل هي محددة ومنضبطة؟ وإلى أين يريدون أن يصلوا في احتجاجهم؟ وهل يتحملون مسؤولية وتبعات انحراف العامة عن هذه الأهداف والوسائل؟


ما نشهده باختصار شديد دعوات صبيانية فاشلة يقوم عليها من الباطن زمرة من الحاقدين المأزومين، والموتورين ، تدعو للانفلات العام، بلا أهداف ولا ضوابط، وهي جرائم مغلظة في القانون، ويكفي أن نذكر هنا نص المادة 138 من قانون العقوبات التي تقول حرفيا : (الاعتداء الذي يقصد منه منع السلطات القائمة من ممارسة وظائفها المستمدة من الدستور، يعاقب عليه بالأشغال المؤبدة.). والباقي عند من يهمه الأمر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات