جراسا -

عقدت مساء السبت 12 نيسان 2025 في النادي الأرثوذكسي محاضرة بعنوان “تداعيات حرب غزة أردنيا وإقليميا”، بتنظيم من اللجنة الثقافية، قدمها الأستاذ الدكتور حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية.

واستعرض المومني خلال المحاضرة قراءة تحليلية معمقة لتطورات الحرب على غزة، مؤكدا أن ما يجري ليس لحظة استثنائية بل امتداد لصراع طويل الأمد يرتبط بجذور تاريخية وجيوسياسية.

وأوضح أن غزة تعد جزءا لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، وأن تطوراتها تمس المنطقة بأسرها، وخصوصا الأردن نظرا لموقعه الجغرافي وخصوصيته السياسية والاجتماعية.

وأشار المومني إلى أن أحداث 7 أكتوبر شكلت نقطة تحول مفصلية في الصراع، تم تشبيهها بأحداث 11 سبتمبر من حيث الأثر والصدمة، وكشفت عن خلل في المنظومة الأمنية الإسرائيلية وصعود التيارات القومية – الدينية المتطرفة، مما ساهم في إعادة تشكيل الديناميكيات السياسية في إسرائيل والمنطقة. كما تناول السياق الإقليمي، متحدثا عن العلاقات بين حماس وكل من إيران، حزب الله، والنظام السوري، معتبرا أن هذه الحرب أظهرت تراجعا في التأثير الإقليمي لهذا المحور، إلى جانب استخدام الدين كأداة سياسية في الخطاب الإقليمي.

أما على الصعيد الأردني، فأكد أن المملكة تواجه تحديات جديدة أبرزها تصاعد الخطاب الإسرائيلي حول خيار التهجير، ما يفرض على الأردن إعادة تقييم أولوياته الاستراتيجية.

رغم ذلك، شدد على أن الموقف الأردني بقي ثابتا بدعم القضية الفلسطينية، مع الحفاظ على التوازن و البراغماتية في السياسة الخارجية. وتطرقت المحاضرة أيضا إلى الانقسامات داخل الصف الفلسطيني، التي عمقتها الحرب، إضافة إلى تراجع دور المجتمع الدولي في فرض معايير حقوق الإنسان، وظهور حالة من الضعف الأوروبي وتباين أولويات القوى الكبرى.

في ختام المحاضرة، أكد المومني أن التصعيد الحالي، على قسوته، قد يفتح الباب أمام فرص جديدة لإحياء عملية السلام، مشددا على أن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة في وجدان الشعوب وسياسات الدول، ولا بد من حل عادل يعيد الاستقرار إلى المنطقة.