الإخوان .. استمرار القراءة الخاطئة
سميح المعايطة
التحولات التي عاشها تنظيم اخوان الأردن لم تبدأ في فترة الربيع العربي، بل من منتصف التسعينيات ولها تفاصيل كثيرة يعرفها أهل الخبرة لكنها تسببت بتحولات في مراكز القوى داخل الجماعة والتيارات المسيطرة وتأثير قوى اخوانية غير اردنية على تلك التيارات.
ورغم ان فترة ما يسمى الربيع العربي قدمت للاخوان درساً كبيراً ومهماً، وان عليهم ألا ينفعلوا في بعض المراحل ويتخلوا عن معادلة حفظت وجودهم في الأردن إلا ان التغيرات الداخلية ومواصفات من يقود الجماعة لم تجعلا لذلك الدرس مكاناً وأهمية في مسار الجماعة.
وشيئاً فشيئاً تحول نهج الاستقواء على الدولة إلى الغالب مع كل ازمة اقليمية تترك اثرها محلياً وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وللأسف فإن جزءا من قيادة حماس في الخارج كانت ومازالت تتعامل مع اخوان الاردن على أنهم من أدواتها في إدارة مصالحها السياسية من تسخين للساحات أو ضغط على الأردن، لأن هذا التسخين لم يكن يشمل الدول الغارقة في علاقات مع اسرائيل لكنها تفتح ابوابها للاخوان وحماس.
إخوان الأردن ذهبوا بعيدا خلال فترة العدوان على غزة، وتعاملوا مع المرحلة على انها مواجهة مع الدولة وليست مناصرة لغزة، ولهذا نرى طبيعة مختلفة لكل ما تسميه الجماعة تضامنا مع غزة وأصبح عنوانه استفزاز الدولة ومواجهة معها ومحاولة إرسال رسالة بأن الجماعة هي من تحكم الشارع الأردني وتوجهه، وحتى فكرة الإضراب او العصيان التي لا تقدم لغزة أي شيء لكنها محاولة للقول إن من يوجه الدعوة لهذا وهم امتداد الإخوان في الخارج وأيضا إخوان الأردن هم من يملكون السيطرة على الشارع الاردني.
وحتى دخول البرلمان حيث استفادت الجماعة من حرص الدولة على نجاح مشروع التحديث السياسي، فإنه عمّق لدى البعض فكرة الاستقواء واستعمال فائض القوة في الانتخابات في إظهار ندية مع الدولة بدلا من استثمار الواقع لبناء معادلة تحفظ استمرار الحالة الإيجابية ومعادلة الجماعة مع الأردن.
القراءة الخاطئة ما زالت ترافق الجماعة خلال أكثر من عشرين عاماً مع أن واقع الجماعة في المحيط وحتى في غزة والضفة يجب أن يدفع الإخوان إلى مسار معاكس لما هم عليه اليوم، لكن هذا لا يتناسب مع تركيبة صناعة القرار داخل الجماعة ومصالح بعض «أصدقائها» في الخارج.
حتى الآن ما زال قرار الدولة يؤمن بالاحتواء لكن الجماعة بما تفعل تضعف هذا التيار الذي ربما لا يجد منطقاً يدافع فيه عن خياره أمام مسار للجماعة يعطي قوة للمنطق الآخر.
سميح المعايطة
التحولات التي عاشها تنظيم اخوان الأردن لم تبدأ في فترة الربيع العربي، بل من منتصف التسعينيات ولها تفاصيل كثيرة يعرفها أهل الخبرة لكنها تسببت بتحولات في مراكز القوى داخل الجماعة والتيارات المسيطرة وتأثير قوى اخوانية غير اردنية على تلك التيارات.
ورغم ان فترة ما يسمى الربيع العربي قدمت للاخوان درساً كبيراً ومهماً، وان عليهم ألا ينفعلوا في بعض المراحل ويتخلوا عن معادلة حفظت وجودهم في الأردن إلا ان التغيرات الداخلية ومواصفات من يقود الجماعة لم تجعلا لذلك الدرس مكاناً وأهمية في مسار الجماعة.
وشيئاً فشيئاً تحول نهج الاستقواء على الدولة إلى الغالب مع كل ازمة اقليمية تترك اثرها محلياً وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وللأسف فإن جزءا من قيادة حماس في الخارج كانت ومازالت تتعامل مع اخوان الاردن على أنهم من أدواتها في إدارة مصالحها السياسية من تسخين للساحات أو ضغط على الأردن، لأن هذا التسخين لم يكن يشمل الدول الغارقة في علاقات مع اسرائيل لكنها تفتح ابوابها للاخوان وحماس.
إخوان الأردن ذهبوا بعيدا خلال فترة العدوان على غزة، وتعاملوا مع المرحلة على انها مواجهة مع الدولة وليست مناصرة لغزة، ولهذا نرى طبيعة مختلفة لكل ما تسميه الجماعة تضامنا مع غزة وأصبح عنوانه استفزاز الدولة ومواجهة معها ومحاولة إرسال رسالة بأن الجماعة هي من تحكم الشارع الأردني وتوجهه، وحتى فكرة الإضراب او العصيان التي لا تقدم لغزة أي شيء لكنها محاولة للقول إن من يوجه الدعوة لهذا وهم امتداد الإخوان في الخارج وأيضا إخوان الأردن هم من يملكون السيطرة على الشارع الاردني.
وحتى دخول البرلمان حيث استفادت الجماعة من حرص الدولة على نجاح مشروع التحديث السياسي، فإنه عمّق لدى البعض فكرة الاستقواء واستعمال فائض القوة في الانتخابات في إظهار ندية مع الدولة بدلا من استثمار الواقع لبناء معادلة تحفظ استمرار الحالة الإيجابية ومعادلة الجماعة مع الأردن.
القراءة الخاطئة ما زالت ترافق الجماعة خلال أكثر من عشرين عاماً مع أن واقع الجماعة في المحيط وحتى في غزة والضفة يجب أن يدفع الإخوان إلى مسار معاكس لما هم عليه اليوم، لكن هذا لا يتناسب مع تركيبة صناعة القرار داخل الجماعة ومصالح بعض «أصدقائها» في الخارج.
حتى الآن ما زال قرار الدولة يؤمن بالاحتواء لكن الجماعة بما تفعل تضعف هذا التيار الذي ربما لا يجد منطقاً يدافع فيه عن خياره أمام مسار للجماعة يعطي قوة للمنطق الآخر.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |