جراسا -

أندية كبيرة تخشى التحول إلى شركات

تعيش الاندية الممتازة في الوقت الحالي صراعا مع الذات، وهي تخشى من قرار اتحاد كرة القدم الذي أرسله مؤخرا للمجلس الاعلى للشباب ومطالبته بالعمل على تحول الاندية الى شركات رابحة لكي تتحقق شروط الاتحاد الآسيوي بهدف استكمال شروط الاحتراف ومن ثم المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي.

وفي ضوء هذه المستجدات، واصلت الأندية عقد اجتماعاتها كان آخرها مساء الثلاثاء الماضي بضيافة النادي الفيصلي، بحضور (12) ناديا من الاندية الممتازة بما في ذلك الرمثا وكفرسوم.

وبالطبع يصعب على الاندية الخروج برأي واحد وموحد ومن ثم مناقشة اتحاد الكرة بهذه التوصيات، ومع ذلك أكدت (10) اندية من الدرجة الممتازة عدم رغبتها بالتحول الى شركات ووافق على القرار ناديا شباب الاردن واليرموك.

وكانت الاندية أشبعت هذا الموضوع بالكثير من النقاش والحوار الهادف، بالرغم من ان مندوبيها أجمعوا على ان الصورة لم تعد واضحة، فكانت المطالبة بلقاء نائب سمو رئيس الاتحاد المهندس نضال الحديد لأكثر من سبب في مقدمتها توضيح آلية التحول والهدف، وان كان شرط التحول مرهونا بالمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي فيمكن غض النظر عن هذه المشاركة حفاظا على تاريخها وإنجازاتها وتلاشي بصمات أصحاب الفضل عليها منذ اكثر من سبعين عاما.

فيما يرى البعض الآخر ان ارتفاع مستوى متطلبات الاحتراف وصعوبة توفير السيولة المطلوبة يجعلان الاندية تسعى صوب التحول الى شركات افضل من ان تغلق ابوابها.

عموما الأندية بانتظار لقاء اتحاد الكرة لمناقشته في مخلفات هذا التوجه، وفي حال عدم وضوح الرؤية ستطلب منه احضار احد خبراء الاتحاد الآسيوي لتوضيح الرؤية المستقبلية، وان توفرت القناعة بالتحول، سيصار الى لقاء رئيس الوزراء لطلب العون في عملية تملك المنشآت بما في ذلك الأراضي التي يتبع البعض منها لامانة عمان او دائرة الشؤون الفلسطينية وحتى وزارة الاوقاف، وكان المجتمعون عهدوا الى نائب رئيس النادي الفيصلي بكر العدوان متابعة التحضيرات مع اتحاد الكرة، علما بأن المجلس الاعلى، وكما فهمت (الغد)، خاطب رئاسة الوزراء لاطلاعه على هذا المشروع قبيل البدء بصياغة بنوده، حيث يصعب السير بهذا دون تدخل الحكومة ومد يد العون.

الغد التي تابعت الموضوع في وقت سابق مع المعنيين في الاندية، عادت للاطلاع على وجهة نظر محورين؛ كان الاول المتمثل بنادي البقعة الذي كان في وقت سابق وعلى لسان رئيسه عمر خميس موافقا على التحول الا انه اعتبر من الرافضين حسب التوصيات التي خرجت بها في اجتماع الفيصلي الاخير، والمحور الآخر تمثل بنادي اليرموك الذي ومن خلال مندوبه المهندس بشير الزميلي ابدى موافقة ناديه بالتحول الى شركة.

خميس يطالب بمهلة

وتوجهت (الغد) بالسؤال لرئيس نادي البقعة عمر خميس حول تراجعه عن الموافقة بالتحول، قائلا نحن في البقعة لم نرفض القرار، وانما طلبنا منحنا مهلة تقدر بحوالي (5) سنوات على سبيل المثال بهدف تهيئة الهيئة العامة لقبول ذلك، ومن ثم إيجاد الشركات ومجلس الادارة وشراء الاسهم من قبل الاعضاء والمستثمرين، اضف الى ذلك عدم توفر البنية التحتية  بالاصل وهي واحدة من متطلبات الاتحاد الآسيوي، مشيرا بأنه ليس بالضرورة التحول الى شركات من اجل المشاركة بدوري المحترفين الآسيوي فقط، مضيفا بأن هناك اندية في الدوري السعودي لم تتحول الى شركات ومع ذلك تشارك في الدوري الآسيوي والاهم الحفاظ على حقوق الجميع.

الزميلي: لا للقوات المحمولة

وكشف مندوب نادي اليرموك المهندس بشير الزميلي ان الكثير من الاندية تجهل البنود المطلوبة والمتعلقة بهذا التحول، ولهذا طلبنا لقاء الاتحاد لتوضيح الصورة ومن ثم معاتبته بطريقة اخوية، حول مخاطبة المجلس الاعلى للشباب دون استمزاج رأي الاندية واطلاعها على هذا المشروع، ومع ذلك ابدى الزميلي موافقة اليرموك دون تحفظ على التحول الى شركة، مبررا ذلك بأن صناديق الاندية لم تعد قادرة على تلبية شروط الاحتراف ومنح اللاعبين آلاف الدنانير، واضاف بأنه لا يمكن ان يكون بقاء الاندية مرهونا بما يتوفر لها من مساعدات من قبل الاتحاد، في ظل غلاء الاسعار.

وأشار الزميلي بأنه يجب توفر هيئة عامة قادرة على شراء الاسهم وامتلاكها، لا ان يتم جلب القوات المحمولة كالتي يتم احضارها في بعض الاندية عند اجراء الانتخابات، فالمطلوب ايجار رأس المال الذي يعمل ويجلب الارباح للانفاق على نشاطات النادي، وبخصوص العقارات التي يستفيد منها اليرموك والغالبية منها لوزارة الاوقاف قال بأن هذا الموضوع لن يشكل عائقا في طريق التحول، فتدخل الحكومة يمكن ان يحل المشكلة بحيث تتملك الاندية او هذه الشركة جميع العقارات من اراض وملاعب وغيرهما في ضوء ما يعده المجلس الاعلى للشباب من قانون يتماشى مع تحول الاندية الى شركات.