طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

شاهد عيان على "الاوقاف" و"عربيات" بموسم الحج : هذه هي الحقيقة


ايهاب سلامة - اكرمني الله ان كنت ضمن بعثة نقابة الصحفيين التي رافقت حجاجنا هذا العام الى الديار المقدسة، كمندوب عن وكالة جراسا الاخبارية،  وكنت 'شاهد عيان' على موسم حجيج كان مقصد اهله تلبية نداء الله، وغاية قلوبهم طاعته سبحانه، دأبت هناك على التحرك منفرداً كما يعلم زملائي الكرام الذين تشرفت بمرافقتهم، بعيداً عن افراد بعثة وزارة الاوقاف ، وكاميراتها وجولات وزيرها، لا لشيء الا في محاولة متواضعة مني لتقصي الحقائق بكل حياد وموضوعية، وتسجيل ملاحظات وشكاوى حجاجنا الاردنيين بكل أمانة ، نشرتها تباعا عبر وكالة 'جراسا' الاخبارية التي اطلقت خطاً ساخناً لتلقي شكاوى الحجاج ايضاً، وحاولت قدر امكاني واستطاعتي نقل المشهد كما هو، ونشرت تقييماً لاوجه القصور والخلل في موسم الحج، واوجه الانجاز والعمل، واضعا صوب عيني الموضوعية والامانة المهنية، ورصدت اشكالات كانت بمجملها اعتيادية الحدوث في مواسم الحج السابقة، بل تقع في جميع بعثات الحج التي تؤم الديار المقدسة لاداء فريضة وركن عظيم الشأن عند الله، من اركان الاسلام الخمسة.

خلال الايام الماضية قرأت بعض الاخبار التي حملت في ثناياها مغالاة في الطرح ضد بعثة وزارة الاوقاف ووزيرها تحديداً ، تنتقد اداء الوزارة وتتهمها بالتقصير، كما قرات بعض مقالات تحمل في فحواها ذات المضمون ، ما اضطرني لكتابة هذا المقال، لتوضيح الصورة بشكل جلي حيادي وامين، لوضع النقاط على حروفها، في محاولة متواضعة مني لاظهار الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة ..

قبل البدء، فقد كنت اول من نشر اخباراً ضد وزارة الاوقاف ووزيرها وائل عربيات، حول مواضيع تتعلق بالحج هذا العام، اثناء تواجدي في المدينة المنورة، لانحو بشكل مغاير لاحقاً بعد ان اتضحت امامي العديد من النقاط والامور الواجب ذكرها، للتمكن من تقييم اداء الوزارة، بشكل دقيق وامين، دون محاباة او مجاملة، واضعا صوب عيني مخافة الله في نقل مشاهداتي، لا مجرد ناقل لمعلومات تتوارد من هنا وهناك دونما تحقق، بنى عليها البعض قناعاته ورواياته دون قيامه بتقصي الحقيقة، خشية ظلم طرف وتحميله تهماً جزافا ..

ولكي نتمكن من تقييم نجاح وزارة الاوقاف أو فشلها في موسم الحج هذا العام، يجب علينا ان نبني تقييمنا بشكل علمي سليم، بعيداً عن العاطفة واطلاق النيران الاعلامية العشوائية غير المنصفة تارة، والمقصودة تارة اخرى، كما يتوجب علينا ايضاً وضع (وحدة قياس) ، يتم من خلالها (مقارنة) مواسم الحج السابقة وكيف كانت، لكيف اصبحت هذا العام ؟ لنتمكن من معرفة الفوارق السالبة والموجبة، وتسليط الضوء على مكامن الخلل ان وجدت، ومكامن الانجاز كذلك.

خلال تواجدي في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، تعمدت تحديداً لقاء حجاج ممن ادوا فريضة الحج (اكثر من مرة)، وسؤالهم عن الفوارق بين الخدمات التي شهدوها في السابق، وبين خدمات وزارة الاوقاف التي قدمتها لهم هذا العام،  وعمل مقارنة بينهما ، ليتضح لي بعد عشرات اللقاءات - التي يمكن للقارىء تقصيها بنفسه من اي من حجاجنا الذين ادوا فريضة الحج في اعوام سابقة، ومقارنتها برايهم في موسم الحج لهذا العام - وهو امر خلصت فيه الى الاتي :

* كان حجاجنا تاريخياً، وفي مواسم الحج السابقة يشكون من ثلاث مشاكل اساسية رئيسية كانت تواجههم، تتسبب بمعاناتهم من حيث الجهد والمشقة الكبيرتين، وكذلك المصاريف المالية الاضافية، والخدمات المتدنية، وتتمثل بالتالي :

1- اهم مشكلة كانت تواجه حجاجنا في السابق، مشكلة بعد المسافة بين مساكنهم والحرم الشريف، حيث كان الحجاج يقطنون في منطقة العزيزية التي تبعد ما يقارب 7 كيلو مترات عن الحرم كما يعلم جميع الذين حجوا سابقاً، الامر الذي كان يسبب لهم مشقة لا توصف، حيث كانوا يضطرون لقطع الكيلومترات السبعة سيراً على الاقدام بشكل يومي، والعودة بسبعة اخرى، اي أنهم كانوا يقطعون مسافة 14 كلم يومياً  للصلاة في الحرم الشريف، وهي مسافة خرافية على أصحاء الأبدان تحت اشعة الشمس الحارقة، فما بالك بالمرضى وكبار السن ؟ ..

ومقارنة مع موسم الحج هذا العام، فقد حدث اختلاف ايجابي بزاوية 180 درجة، حيت تمكنت وزارة الاوقاف هذا العام بانهاء هذه المعضلة الكبرى، وقامت بتسكين حجاجنا على مسافة تبعد 1،5 كيلو متر فقط عن الحرم ! ، ما تيسر لهم الذهاب من مساكنهم الى الحرم الشريف والعكس، بكل يسر وسهولة، وهو لمن يجتلي الانصاف والحقيقة، انجاز كبير جدا للوزارة ووزيرها، لا يففل عنه الا متصيد أو حاقد ..

المشكلة الثانية التي كانت تؤرق الحجاج ايضاً تتمثل بمكان سكنهم وطبيعته، حيث كانو يقيمون داخل غرف سكنية، تفتقد لادنى مقومات الخدمات، وتسبب لهم تعباً نفسياً اضافة للجسدي الذي يمرون به يومياً..

وزارة الاوقاف، تمكنت هذا الموسم من انهاء هذه المشكلة ايضاً بشكل نهائي جذري.. حيث تعاقدت مع فنادق اقلها من فئة 3 نجوم، مهيئة بشكل كامل، وتتوافر فيها اجود المرافق الخدمية، واسكنت حجاجنا جميعهم فيها، وما عاد للمساكن المنهكة والمخيمات ذكر يذكر .. واختفت مشاكل الاقامة غير اللائقة لحجاجنا، التي لم تكن مهيئة ومؤهلة بشكل مناسب لاسكانهم واقامتهم فيها، وهو انجاز ثان كبير يسجل بامتياز لوزارة الاوقاف، لا يمكن تجاهله والمرور عنه مر كريم ولا باغض ..

الامر الثالث الذي كان ينغص على الحجاج في السابق، ويزيد من معاناتهم، موضوع الاعاشة، اي طعام الحجاج الذي كان يشكل عبئا مالياً اضافياً عليهم، اضافة الى مشقة احضاره من المطاعم الى السكن، بمواسم حجيج مليونية يصطف ضيوف الرحمن فيها بارقام كبيرة على مداخل المطاعم، الامر الذي تمكنت وزارة الاوقاف من انهائه ايضاً، حيث وفرت هذا الموسم وجبات طعام يومية للحجاج، على شكل بوفيهات مفتوحة، داخل الفنادق التي يقيمون فيها، وتحت المكيفات التي تبعد لهيب الحر، ما خفف من الكلف المالية، والجهد والمشقة ايضاً على الحجاج، وانهى معاناة كبيرة كانت تواجههم في السابق.

هذه الامور الثلاثة التي قامت بها وزارة الاوقاف، لا يمكن توصيفها سوى انها انجازات حقيقة كبيرة للوزارة ووزيرها وصندوق حجها، ولا يمكن ايضاً الا الاشارة لها، والاشادة بها، بكل صدق وامانة.

العديد من الامور التي كان بعض الحجاج يتناقلونها، وتنقلها عنهم وسائل اعلامية دأب بعضها بشكل غير مهني، الى تسليط الضوء  نحو جزء يسير فارغ من كأس يكاد يفيض ماءاً ، كاختلاف وجهات نظر بعض الحجاج واعتراضهم على نوعية الطعام واصنافه، متناسية ان اذواق الطعام حتى في بيوتنا نختلف عليه، وقد يصدف ايضا طهي طعام بشكل غير مناسب، الا ان الصورة الكاملة الشاملة، تؤكد ان خطة الوزارة لاطعام الحجاج كانت ناجحة ورائعة وتثمن باعلى درجات التقدير، واختصرت على حجاجنا مشقات ومعاناة وكلف كبيرة.

الانتقادات الابرز التي طفت على سطح المشهد كانت حول اقامة الحجاج في منى.. فيما قبلها لم تكن اي من المشاكل تستحق الانتقاص من الدور الجبار الذي بذلته وزارة الاوقاف، من وزيرها لاصغر موظف بكوادر بعثتها، حيث شكى الحجاج من ضيق المساحة المخصصة لكل فرد منهم، وهي عبارة عن صوفا اسفنجية، يمكن تحويلها الى فرشة للنوم، بعرض يقارب 70 سم، الامر الذي تسبب بحالة ارباك حقيقية لا يمكن تجاهلها، ومدعاة اكيدة لضرورة العمل على حلها في المواسم القادمة..

الا انه من باب الامانة والانصاف، يتوجب توضيح امر ربما لا يعلمه العديد من حجاجنا الكرام والمراقبين والاعلاميين كذلك، ان هذه المساحة المخصصة لكل حاج، امر مفروض على وزارة الاوقاف من قبل السلطات السعودية المختصة، التي خصصت مساحة متر مربع لكل حاج في منى، اسوة بجميع بعثات حجاج بيت الله الحرام من كافة اقطار الارض !؟

كذلك قامت السلطات السعودية المختصة مؤخرا بخطوة تشكر عليها تمثلت بزيادة عدد الحجاج الاردنيين بنسبة ٢٠%'، لكن مع ابقاء ذات المساحة المخصصة لهم، الامر الذي تسبب بحالة من الاستياء والارباك، لكنه لم يتسبب رغم ذلك وبفضل من الله، بمشكلات خطيرة لا قدر الله لحجاجنا.

زد على ذلك ان السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، هي التي حددت مكان مخيم الحجاج الاردنيين في منى ؟!، وهو بعيد نسبياً عن منطقة رمي الجمرات بمسافة تقدر حوالي 2 كم، اي ان الامر خارج عن سيطرة وزارة الاوقاف الاردنية، بل يسجل لها في هذا السياق انها تمكنت من تقريب مسافة مخيم حجاج الاردنيين في منى، من اخر واعلى جبل في المنطقة كما كان موقعه سابقاً، الى سفحه وارضه المنبسطة، وحكماً يعلم من يقرؤن هذا النص من حجاجنا الاردنيين الذين ادوا فريضتهم في اعوام سابقة، حقيقة القول تماماً، كما لم تكلف وزارة الاوقاف حجاجنا أجور النقل من مكة المكرمة إلى منى وهو الامر الذي تم لاول مرة.

والحقيقة ان ما تسبب بزيادة الارباك في مخيمات حجاجنا بمنطقة منى، قدوم جموع غفيرة من حجاج الفرادى الذين يحجون بالاتفاق مع شركات نقل بعيدا عن وزارة الاوقاف وبرامجها، وقاموا بالدخول الى مخيمات حجاج بعثة حج الاوقاف الرسمية، وتوسد العديد منهم ليلته فيها، ما زاد من اعباء حجاج بعثة وزارة الاوقاف، التي كانت في وضع لا تحسد عليه، فلا هي ترتضي لنفسها طردهم من مخيمات بعثتها، فهم بالمحصلة مواطنون اردنيون، ولا هي قادرة على زيادة المساحة المخصصة لكل حاج بطبيعة الحال من قبل السلطات السعودية لاحتواء اعدادهم بشكل انسب، ليتدخل وزير الاوقاف وتم احتواء الامر بعد ساعتين من الاتصال به، كما اتصلت شخصيا بمدير صندوق الحج المهندس مجدي البطوش وعرضت عليه واقع الحال، وبعض المشكلات التي اشرفت على ايجاد حل لها، فحضر الى المخيم من موقع تفويج حجاجنا على الفور، واشرف شخصيا على ادارة المخيم واحتواء الاشكالات فيه، ووجدته يجلس على باب المخيم برفقة مدير الوعظ والارشاد في وزارة الاوقاف الشيخ اسماعيل الخطبا،  وكوادر من الوزارة، بايعاز ومتابعة مباشرة من وزير الاوقاف الذي طلب باتصال هاتفي سمعته بنفسي ويشهد الله، بتوجه بقية كوادر البعثة فورا الى منى، و(لو مشيا على الاقدام)، خلال اتصاله مع مدير الوعظ والارشاد بوزارته،  وكنت شاهد عيان على ما جرى، بكل أمانة ومسؤولية.

ملخص القول، ان جميع ما يتناقله بعض الاعلاميين والمراقبين ووسائل اعلام من تضخيم بعض الاشكالات التي يعد وقوعها في مواسم الحج امرا طبيعياً ، نظرا لاعداد بعثة حجاج وزارة الاوقاف، والفرادى، هذا العام التي وصلت الى ازيد من 16 الف حاج، 5 .7 الاف منهم اردنيون، و 4 الاف من اهلنا في فلسطين الداخل، اضافة الى 5 الاف حاج فرادى، مع ضرورة الاشارة الى ان حدوث بعض الاشكالات البسيطة هنا وهناك، امر متوقع، وضمن السياق الذي يمكن قبوله.

ختاماً، فان نشر انباء حول صعوبة تنقل الحجاج وتقطع السبل ببعضهم، من عرفة الى المزدلفة ولاحقا الى منى ومن ثم العودة الى منطقة الحرم بمكة، يجب ان يفهمه متناقلوها ان كانت غايتهم سليمة واقلامهم مهنية، ان من يتحكم في حركة الطرقات وبشكل مفاجىء، هي شرطة السير السعودية، التي كثيرا ما تقوم باغلاق طرق في المدينة التي تعج بمئات الالاف من حافلات الحجاج، لغايات تنظيم حركة المرور ، الامر الذي عايشته شخصياً بمعاناة كبيرة حين سرت مسافة سبعة كيلو مترات من منطقة العزيزية الى منى سيراً على الاقدام، برفقة الزميل معاذ البطوش، ومفتيان جليلان من وزارة الاوقاف رافقناهم ببعثة الحج، اضافة لمدير دائرة الوعظ والارشاد في وزارة الاوقاف الشيخ اسماعيل الخطبا، حيث استمر مسيرنا من الساعة الحادية عشرة ليلا لغاية الساعة الثالثة والنصف فجراً حتى تمكنا من الوصول الى مخيم بعثتنا في منى، بعد ان اضطر سائقنا الى الاصطفاف في منطقة العزيزية البعيدة، جراء اغلاق الطرق الخارج عن سيطرة وارادة وزارة اوقافنا وارادتنا، وهو امر مر به العديد من حجاجنا ويعلمونه جيداً دون تهويل للامر او انتقاص لا قدر الله.

فصل القول، بعد هذا المقال المطوّل، ان تقدير نجاح وزارة الاوقاف هذا الموسم، يجب ان يعتمد على ( المقارنة ) بين ما (كان سابقاً) وما (اصبح اليوم).. وهو برأيي المتواضع الذي بنيته على قناعات عملية وعلمية، يعد فارقا جذريا مهولا، يسجل بحروف من ذهب، لوزارة الاوقاف ووزيرها وائل عربيات، الذي يعلم الله انه لم يكن يتوانى لحظة، هو ومدراء بعثة الحج، كمدير صندوق الحج مجدي البطوش ومدير صندوق الزكاة عبد سميرات، لمدير الوعظ والارشاد في الوزارة اسماعيل الخطبا، لمدير مكتب الوزير احمد بني حمد، لناطقها الاعلامي الزميل حسام الحياري، لجميع مدراء بعثة الاوقاف الذين كانوا يتجاوبون في التو واللحظة مع كل كبيرة وصغيرة كنا نقوم بايصالها لهم.

هي شهادة حق امام الله، لا غاية منها ولا مآرب شخصية بها سوى تبيان الحقيقة، مع تاكيدي التام،  ان الانجاز الذي حققته الوزارة هذا الموسم عظيم للغاية، يرافقه ايضاً رؤى وخطط وطموحات مستقبلية كبيرة للوزارة ووزيرها، للمواسم القادمة، الذي تلمست في لقاءات جمعتنا به، مدى صدق الرجل واخلاصه في عمله، كما لمست حرصه الشديد، وهمته العالية منقطعة النظير، وسعيه الدؤوب لانجاح موسم الحج الذي يعد نجاحه نجاح شخصي له ولوزارته، وعكسه وخلافه عليه وعلى وزارته،  وطموحه ايضا بتحسين مواسم الحج القادمة بشكل اكثر وافضل من هذا الموسم المتميز اصلا ً بجدارة ، الامر الذي يُمكّنني القول بكل امانة وموضوعية، بان وزارة الاوقاف قد تمكنت من تصويب مسار ملف الحج الاردني، بشكل يستحق معه كل الاحترام والتقدير والاشادة.

والله من وراء القصد.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/278317