طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

"مآرب" السنوار من إلقاء عصاه على "الدرونز"


ضرب موسى بعصاه الحجر، فانفجرت وانبجست منه اثنتا عشرة عينا.
ضرب العصا هنا كان سقيا رحمة وإغاثة وخير.
لكنه في مقام آخر، حين ضرب البحر بعصاه انفلق كل جانب من البحر كالطود، فكانت العصا هنا أداة عقاب وهلاك لفرعون حين أدركه الغرق.
في الحالتين استخدم فعل الأمر أضرب، وكان الماء هو القاسم المشترك بينهما، والرمزية هنا أن العصا تعبر عن الحالة النفسية والذهنية لحاملها وعن رغبته، فهي هنا أداة لتحقيق الرغبات والأمنيات.
لكنه حين استخدم فعل الأمر ألقي عصاك، كان بهدف تحويل العصا الجامدة إلى كائن حي يتحرك، فإذا هي ثعبان وحية تلقف ما يأفكون.
هنا لا توجد رغبات وأمنيات، وإنما إرادة إلهية بتحويل أداة جامدة إلى كائن حي.
وهي نفس العصا الجامدة التي كان موسى يتوكأ عليها، ويهش بها على غنمه.
العصا تصبح رمزا للأفكار، لفكرة السقاية وفكرة العقاب والموت.
وهي تحمل إيحاءات على مستوى التمثيل البصري لمن يراها، وتحمل معنى مختلف بناء على طبيعة وظيفة من يحملها فهي حين يحملها رجل الدين شيء، وحين يحملها قائد عسكري شيء آخر، وأيضا حين يستخدمها قائد الفرقة الموسيقية، والبعض كانوا يستخدمونها أداة للتعليم والتربية، فتصبح نفس العصا عند المعلم سلاح تربية وعند الطالب أداة ترهيب وعقاب.
البعد الرمزي للعصا يحدده من يستخدمها، العصا هي يد ممدودة، ممدودة في وجه الشر، وفي وجه الخير، يحدد رمزيتها من يمسك بها وضد من تستخدم.
الســــنوار.. شرح لنا دون كلام ما قصده النبي موسى في سورة طه (ولي فيها مآرب أخرى) حين ألقى وضرب بعصاه طائرة الدرون (الدرونز)، وكانت إحدى مآربه.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/533247