طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

أسباب الربيع العربي ونتائجه


أثبتت الشعوب العربية أنها قادرة على التغيير كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن ، وذلك باسقاط الأنظمة فيها التي كانت تمارس القمع لشعوبها. واستطاعت الشعوب العربية في هذه الدول ان تكسر حاجز الخوف بهمة الشباب العربي الذي تواصل وتقارب مع بعضه البعض أكثر من أي وقت مضى طلبا للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية من خلال التقاء الحوافز الاجتماعية والاقتصادية مع الحوافز الوطنية والانسانية والقومية .

ويعول على الشباب العربي ان يقوم باجراء مراجعة شاملة للواقع العربي بكل مؤسساته وهياكله الحزبية والنقابية والتحرر من شوائب الترهل والتآكل ، حتى تتعزز ثقة أمتهم العربية بهم وبقدرتهم على اختيار أساليبهم وبرامجهم واعتماد الوسائل الاعلامية المختلفة التي كان لها الفضل في التواصل فيما بينهم. ولربما تتحقق الأمنية الكبرى في توحيد الرؤى العربية بعد تبادل الخبرات وصياغة استراتيجية شاملة تبدأ بالاستراتيجية الاقتصادية أولا.

لقد كان الواقع العربي في الاربعين سنة الماضية مأزوما ومهزوما بسبب الدكتاتوريات العربية وبطش السلطات بالاضافة الى الظلم والاضطهاد . ان انتفاضات الشعوب العربية هي عبارة عن حركات عفوية للتخلص من القيادات المهيمنة على شعوبها منذ عدة عقود ويساعدها اتباعها واذنابها والذين ترى بعضهم كان موظفا بسيطا او راتبه لايكاد يلبي اسلوب حياته ، وربما يستدين قروضا من البنوك لتلبية احتياجاته ، ولكن 'في ليلة وضحاها' يقفز ويصبح من أصحاب الملايين في سنوات قليلة . وهؤلاء التابعين يسرقون الشعوب وينشرون الفساد والرشوة والمحسوبية فيزداد الفقراء فقرا والأغنياء غنى ، وحتى أنهم يلجأون لبيع أصول الدولة ومؤسساتها وتفكيكها وتدميرها.

وهنا يأتي دور الشباب العربي الذي تمرد على الواقع العربي الأليم والمزري ؛ فلعبت الوسائل التكنولوجية الحديثة من الاعلام وغيره كأنماط التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تواصل الشباب فيما بينهم وساعدتهم على التمرد على الظلم والقهر والفقر والبطالة . وهنا يجب أن يتنبه الشباب العربي الى اساليب الغرب والاعيبه للتدخل او الهيمنة على هذه الثورات او تحديد او تغيير مساراتها بما يتفق ومصالحها في المنطقة ، خصوصا اذا ماعرفنا ان الولايات المتحدة تدفع لبعض البلدان مخصصات لميزانيتها كمصر ، على سبيل المثال ، حيث تدفع لمصر مليارين سنويا ولتفرض شروطها ايضا ، وبالمقابل فان الولايات التحدة والغرب عموما يرى ان بعض القادة العرب اصبحوا عالة عليهم ويجب التخلص منهم لأنها استنفذت خدماتهم طيلة السنوات الماضية.
ونلاحظ ان المرأة العربية لعبت دورا مهما وشاركت في الثورات العربية ومازالت تناضل الى جانب الرجل ضد احتكار السلطة والفساد والتوريث والاثراء غير المشروع.

ولاشك ان نسبة الشباب في الاقطار العربية يشكل الغاليبية العظمى من السكان ، هذا الشباب الذي رفض العقلية الاستبدادية التي مورست عليه طوال السنوات الماضية ؛ فانتفض وثار على الظلم والتهميش ، حتى يجني ثمار التغيير ويحقق ما تصبو اليه الشعوب العربية الطامحة الى الحرية والتحرر ؛ فلن تبقى الشعوب العربية خانعة خاضعة لحكم العائلات ، وقد علمنا التاريخ ان الأمم تحكم وتتحكم ثم تندثروتزول ؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الباقي أما البشر فالى زوال.!


Bassam_Oran@hotmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/67520