طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

هل هو أنتحاراً للمجلس العسكري .. ؟


كما لا ولن ننسي أن السيد اللواء / الفنجري هو أول قائد عسكري مصري عظم ووقر شهداء ‏ومعوقي وجرحي الثورة المباركة ، فأننا لايمكن أن ننسي أن السيد المشير طنطاوي يعد صاحب ‏أول طلعة جوية علي ميدان التحرير ؟ وذلك حين قامت طائرتين من طراز أف 16 بعمل هجوم ‏زائف من فوق رؤس الثوار ، وكما هي طيبتنا وهبلنا المتوارث هلل الجميع حينها وصفق وصفر ‏ظناً منهم أن تلك الطائرات أنما كانت أو جاءت لتحييهم ؟ ولم يدركوا أنها كانت تهددهم وتصطتنع ‏وهي تتخذ وضعية لهجوم زائف من فوق رؤسهم لتخويفهم وتفريقهم؟ ، وأمعاناً في المزيد من ‏العبط هلل الجميع وهتف الجيش والشعب أيد واحدة ؟ وحينها أدرك العسكر أن تفريق هذا الحشد ‏المليوني بالقوة العسكرية القاهرة أو بلغة الحديد والنار هو بمثابة طامة وكارثة كبري ستعود ‏وبالأخير علي عاتقهم جميعاً ، ومن ثم بدأت الخطة الماكرة والغاية الدهاء في أستيعاب هذا الوهج ‏الثوري وحتمية مسايرة نداء هذا الشعب الطيب الغلبان ؟ والظهور بمظهر حامي حمي الديار ‏والثورة وتأجيلاً لأجهاض تلك الثورة وتفريغها من أجلَ مضامينها وفيما بعد ، ومن ثم سمحوا ‏للشباب الثائر بالكتابة علي المدرعات والدبابات بعبارات منوعة وشتي ولتفريغ شحنات الغضب ‏الثائر والمكتوم لدي شعب في ذروة غضبه وثورته ، ومضت الأيام وحدث ماحدث من خلع أو ‏نصح للبائد المخلوع بحتمية ( تخليه ؟ ) عن رئاسة الدولة ونقل تلك الصلاحيات إلي المجلس ‏الأعلي للقوات المسلحة مع تقديم ضمانات مؤكدة بعدم المساس به وأسرته وحتي حالة خضوعهم ‏لمحاكمة ؟ وظهر علينا اللواء / عمر سليمان ولكي يتلوا خطاب ( التخلي ؟ ) ولتبدأ أولي مكونات ‏السيناريو والذي خطط له بكل المكر والخبث والدهاء ، لتنحية المخلوع من ناحية ، ولركوب ‏الثورة وسرقتها من يد ثوار أفرطوا في الثقة والحب والتفاؤل ولدرجة التفريط والبلاهة السياسية ‏من ناحية أخري ، بل ودون حاجة من العسكر إلي إراقة نقطة دم واحدة ، ولن أخوض في محاولة ‏تصفية عمر سليمان وأطلاق النار علي موكبه حينها لظروف وملابسات غامضة لم يعرفها أحد ‏بعد ، إلا أنها تقرأ وبسهولة علي حدوث خلاف أو تصارع ما علي السلطة حينها بين رموز ‏المجلس العسكري الأعلي وفي مطبخهم العسكري ، والذي أنتهي بأستيلاء الأخير علي السلطة ‏وإبعاد عمر سليمان عن المظهر السياسي والسيادي وبصورة واضحة للجميع ؟ وحينما أدلي ‏الأخير ببيان ( تخلي ) مبارك عن السلطة هللنا جميعاً ورقصنا وأطلقنا الألعاب النارية في سماء ‏التحرير فرحاً وطرباً ونشوةً بأسقاط رأس النظام ؟ ولكننا أكتشفنا الآن ومؤخراً وبعد خراب مالطا ‏؟ أن مبارك البائد لم يكن إلا بمثابة قمة ظاهرة وهشة لجبل راسخ من الجليد يختفي معظمه تحت ‏أعماق مياة جامدة وراكدة وباردة ؟ وأننا فقط نجحنا في قطع وأسقاط رأس هذا الجبل الجليدي ‏الهش ؟ بينما لم ننتبه إلي أن السواد الأعظم من هذا الوتد الجليدي البارد والفاسد مازال قائماً ‏وقابعاً ومختفياً تحت الماء وحتي تاريخه ؟ بل أنه وحتي دونما حاجة لتلك الثورة العارمة فأن ‏رأس هذا الجبل الجليدي الهش كان ليسقط تلقائياً بطريقة أم بأخري ؟ ولكن المصيبة والطامة ‏الكبري أننا لم نحسب أدني حساب لهذا الخازوق الجليدي الكبير والمختفي تحت مياة راكدة آسنة ‏وباردة ؟ والذي شعرنا به مؤخراً وبعد فوات الآوان وهو يهاجم ويدمي مؤخراتنا وقلوبنا جميعاً ؟ ‏ولا نستطيع أن نري له حلاً شافياً أو نجد لنا فكاكاً منه أو حتي إزالة له ؟ وعلقنا به ومعه وحتي ‏تاريخه ؟ حسناً أنتقلت السلطة إلي أيادي المجلس العسكري الأعلي وسواء عن حق أو دونما حق ‏؟ فهو وبالنهاية أستطاع خداعنا جميعاً وحتي النهاية والتي لانعلم شكلها أو طبيعتها المرة وحتي ‏تاريخه ؟ وللأسف المرير والشديد فأننا جميعاً وبلا أستثناء فرحنا وقبلنا باستيلاء العسكري علي ‏السلطة ووثقنا أكثر عندما وجدناه يخضع البائد وولديه وبعض رموز أعتي الفساد للمحاكمة ‏ويضعهم كالقرود من خلف القضبان ؟ ولم نكن لنعلم أن مايمارس علينا هو مجرد تمثيلية هزلية ‏مخطط لها بحرفية وأتقان ، وللأسف المرير والذي فاق العلقم أن المشير طنطاوي ومجلسه ‏الأعلي قد أضاع سديً فرصة عمرهم في أن يحفروا أسماؤهم بأزاميل من ياقوت في تاريخ ‏البشرية وفي وجدان المصريين ، ولأغراض دونية ودنيوية مادية بحتة وزائلة ؟ وكنا لنصنع لهم ‏التماثيل وصيغت فيهم الكتب وترجمت وبكل لغات العالم لو هم أنحازوا فعلاً بضمير وشرف ونبل ‏العسكري الوطني الأمين لأحلام شعب وثورة أفرط في حبهم ووصولاً وكما أسلفت لحد التفريط ؟ ‏ومضت الأيام والحوادث والكوارث والسقطات وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن ؟ ودونما حاجة ‏مني إلي عد كارثيات وسقطات المجلس العسكري وأنتهاكه لكافة الحقوق الأنسانية والآدمية في ‏حق وطن ومواطن أحبه وبكل البراءة ووثق بنبله وبكل الأيمان ؟ نعم سقط ورسب المجلس ‏العسكري برموزه وبرئيسه في الأختبار الوطني والشعبي وبدرجة الأمتياز مع مرتبة القرف ؟ ‏وحتي لحظة كتابة هذا المقال وأنا مازلت أتعجب وأضرب كفاً بأخري عن مسببات تلطخ اليد ‏العسكرية بدماء الشهداء والجرحي من أبناء الثورة ودنما أي هدف ودونما أي داع ؟ نعم لم تكن ‏هناك أدني حاجة ولكي يتورط المجلس العسكري في أنتهاك حرمات ودماء أبناء وطنه وعاشقيه ‏ومحبيه ؟ وتعددت مرات الأسف أو الأعتذار أو سمه ماشئت من قبل المجلس العسكري لشعب ‏مصر العظيم عن أفعاله النكراء في حقهم وهم الذين أحبوه وأجلوه ووقروه ووضعوه في محاجر ‏أعينهم ؟ ولكن الشيء الوحيد والذي لايريد المجلس العسكري أن يتفهمه وحتي تاريخه ، أنه لا ‏أعتذار ولا أسف يمكن أن يقبل من مخلوق أو كيان ما علي وجه البسيطة تلطخت يده بعار وحرام ‏دم الأبرياء وأعراضهم ودنما أدني سبب أو حاجة ملحة لذلك التورط ، والذي لايبرأه أسف أو ‏يطويه أي أعتذار ؟ وخاصة ونحن نتحدث عن أرواح زهقت وعيون فقأت وحمامات دم أريقت بلا ‏معني وبلا أدني حاجة أو هدف واضح وملَح ؟ ومهما أجتهد المثقفون والخبراء وأصحاب الرؤي ‏وأهل العلم والرأي في أن المجلس العسكري أنما كشر أو يكشر عن أنيابه كمقدمة ( لفرض ) ‏خروج آمن له من السلطة يضمن له عدم المسائلة عن تورطاته في النهب عن الفترة التي ‏عاصرت عصر البائد المخلوع ، أو حتي ما أصبح يتردد علناً علي قنوات التلفزة المحلية ‏والفضائيات المختلفة وعل الملا عن أمتلاك هذا المجلس لأكثر من 300 شركة ومصنع يدار فيها ‏أستثمارات بأكثر من ألف مليون جنيه ولايعرف أحد ما أين تذهب عوائدها السنوية والتي تقدر ‏بأكثر من 200 مليار جنيه ؟ أو حتي مايذاع علناً بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية أن ‏المجلس لن يترك السلطة طوعاً إلا بعد أن تتم صياغة دستور علي مقاسه ورغبته وتضمن بقاء ‏تلك الأستثمارات الهائلة علي حالها داخل المؤسسة العسكرية ودونما أي رقيب أو حسيب من أي ‏جهاز رقابي بالدولة أو حتي السماح بمراقبة أوجه الصرف في الموازنة أو الميزانية العامة ‏الخاصة بالقوات المسلحة ؟ وهو بذلك يريد أن يكون دولة داخل الدولة وكما يردد الكثير من ‏المحللين وأصحاب الرأي ؟ أو حتي وصولاً لأقوال البعض من هؤلاء أن المجلس لن يسمح بتولية ‏أو ترشيح رئيس للدولة إلا بموافقته هو وبشروطه هو ؟ ومهما تعددت الأقاويل والأراء والتي ‏باتت محلاً يومياً للطرح والنقاش والأجتهاد الممل علي محطات وشاشات التلفزة ، فأنني وبالأخير ‏أعود لأكرر ومن جديد أنه ومهما كانت طموحات أو طمع أو جشع العسكر فأن هذا كله وأكثر لم ‏يكن ليساوي نقطة دم واحدة أريقت علي أياديهم ؟ وأن الله تعالي ليقبل بزوال الدنيا وبم فيها علي ‏أن تزهق نفس مؤمنة دونما حق ؟ فما بالنا ونحن نتحدث عن ألآف الشهداء والمعوقين والجرحي ‏لم تخسرهم مصر ولاجيشها في حربين متوالين وهما نكسة 67 وحرب العبور مجتمعين ؟ نعم لم ‏تكن ثمة أدني داع لكي تخسر مصر خيرة زهور شبابها ورجالها مقابل شهوات وأطماع دونية ‏ودنيوية بحتة ، وأن ماحدث من مجازر لأبناء الشعب الطيب لايمكن أن تقبل به أي عقيدة راسخة ‏وشرف ونبل ورجولة العسكرية وحتي في أقل دول العالم أنحطاطاً وفجراً ؟ وأن ماحدث مؤخراً ‏من إلهاء وذر الرماد في العيون بصدد تضخيم مايتردد بشأن التمويلات الأجنبية لمنظمات ‏مجتمعية مدنية غير مشروعة ؟ أو مايحدث من تهريج آني وحالي ومتعمد بصدد تضخيم ما أثير ‏من هرج ومرج كاذب حول حالة الأضراب والعصيان المدني ؟ وبغرض توجيه وإلهاء الرأي العام ‏وبدولة تعاني أصلاً من البطالة القاتلة وبيع وتصفية ونهب كل قطاعها ومؤسساتها العامة بأبخس ‏الأسعار؟ وناهينا عن هروب معظم المستثمرين وحتي في عهد أحمد نظيف القذر نفسه ؟ فأن ‏مايحدث من هرج ومرج مكشوف ومفضوح ومبالغ فيه وبأفراط عبيط ومقروء ، وما أعقبه من ‏إعادة أنتشار قوات ومدرعات الجيش بشوارع وميادين مصر ومايكلفه ذلك من نفقات علي ‏حسلب قفا المواطن الغلبان والأقتصاد المنهار بطبعه ؟ وبهدف مكتوب علي صدورها ( حماية ‏الشعب ؟ ) ، كل هذه الممارسات يراها أصحاب الرأي والبصيرة ماهي إلا محاولة أخيرة للمجلس ‏العسكري لأستعراض القوة ؟ وتمهيداً لفرض أملاءاته وتوجهاته والمرفوضة مقدماً من جانب ‏جموع الشعب المصري بعوامه ومثقفيه ، والجميع بات يتحدث دونما كلفة أو حرج وبجميع ‏وسائل الأعلام المرأية والمذاعة والمقرؤة أن هناك شرخاً وفصلاً وتمييزاً في نفوس المصريين ‏ووصولاً للغلمان والصبيان في سن الحداثة ، ومفاده أن هناك كياناً ما يسمي بالمجلس العسكري ‏الأعلي يجب الوقوف بوجهه مهما كانت النتائج ، وبين الكيان المستقل الآخر والذي تمثله القوات ‏المسلحة المصرية والمكونة من أبناء وأخوان وأخوال وأعمام هذا الشعب العظيم ، وأن تلك ‏القوات المسلحة الباسلة والنظامية والمحترفة ليست ولن تكون بكتائب خميس ولا بسرايا رفعت ‏الأسد ، وأنه وبالنهاية لن تكون إلا إرادة شعب وحلم وطن وثورة ، شعب قدم ومازال مستعد أن ‏يقدم ألوف من الشهداء والمعوقين والجرحي علي مذابح الحرية والكرامة والشرف ، فاستحق أن ‏يحيا بشرف وحرية ومساواة ، شعب وجيش حر قادر وبالنهاية علي أقتلاع وتد الجليد هذا من ‏جذوره العفنة وقت اللزوم ، شعب وجيش لايمكن وبأي حال وتحت أية ظروف المراهنة أو ‏المقامرة علي ولاء وأنتماء كل منهما للآخر ، لأنهما وبالنهاية هم وجهان لعملة واحدة أسمها ‏فقط ( مصر الثورة ) .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/68327